الجمعة، نوفمبر 21، 2008

مميزات العمل الجماعي وآدابه في مجال الدعوة
بحث طلب مني عمله أشرح فيه العمل الجماعي الدعوي وتبيين آدابه وفوائده، أرجو أن يكون فيه الفائدة على اختصاري الشديد فيه:
يتميز العمل الجماعي بالعديد من المميزات عن العمل الفردي، خصوصا في مجال العمل الدعوي، حيث يتميز العمل الجماعي بالعديد من المميزات، أهمها:
1- الكل يحمل الكل:
فإذا أخطأ أحد الأفراد يساعده الآخرون على تخطي هذه الأخطاء والتغلب على آثارها بسرعة، وإذا تعثر أو تساقط أحد الأفراد بسبب فتنة أو خطأ في التفكير بادره إخوانه بالوقوف بجانبه حتى يتخطى أزمته.
2- الاستخدام الأمثل للموارد:
عندما تتحد طاقات الأفراد فإنه يتم استغلال الموارد البشرية والمواهب المختلفة للأفراد بأفضل صورة، فعندما تكون لدى أحد الأفراد ثغرة معينة أو نقص في أحد المهارات، يتم تعويضها عن طريق باقي إخوته.
3- ما اجتمعت أمتي على خطأ:
عندما تتجمع الأفكار والآراء المختلفة مع بعضها تتكون القرارات الأفضل للمصلحة العامة، فقد يكون لأحد الأفراد وجهة نظر معينة ولكنه لم ينظر للأمر من جميع جوانبه، فيكمل له أخوه ما ينقصه من رؤية حتى تكتمل الصورة ويتم اتخاذ القرار الأمثل.
4- زيادة التواصل بين الأفراد:
لا يوجد طريقة لزيادة الأخوة والترابط بين الأفراد أفضل من العمل الجماعي، فالأعمال الدعوية المختلفة من عمل مسجدي، أو طلابي أو سياسي أو غيره، كل هذه وغيرها من أعمال تزيد من ترابط العلاقة بين الأفراد وزيادة المحبة بينهم.
5- تخفيف الأعباء وتوزيع الأدوار:
من الصعب بل من المستحيل أن يستطيع فرد واحد أن يقوم بكل المهام أو كل ما يريد تحقيقه من أهداف، ولذلك كان العمل الجماعي وسيلة ممتازة لتوزيع الأدوار بين الأفراد حتى يمكن تحقيق المطلوب.
6- توريث الخبرات:
من فوائد العمل الجماعي العظيمة هي توريث الخبرات، فالشخص الجديد في مجال العمل الدعوي لا يستطيع تعلم الخبرات المختلفة أو تعلم الأخطاء السابقة إلا عن طريق الاحتكاك مع من هم أقدم منه في هذا المجال، يسقونه من خبراتهم المختلفة حتى يتعلم بالممارسة، والتي هي أفضل بكثير من تعلم الدعوة عن طريق الكتب.

وحتى تتحقق هذه الفوائد العظيمة للعمل الجماعي، لا بد من آداب وقواعد تحكم هذا العمل حتى يؤدي النتائج المرجوة منه:
1- إنكار الذات:
فالعامل في حقل الدعوة لا يهمه من سيذكر اسمه ويخلد رسمه في الذاكرة، ما دامت الدعوة قائمة والعمل فيها مستمر، ما ضرك لو ذكر اسم غيرك في عمل أو فكرة أو نجاح معين في هذه الدعوة حتى لو كنت أنت سببا في هذا النجاح؟ وماذا ستجني إن خلدوا اسمك في كتب التاريخ أو ذكرت في مختلف المحافل، وقد فسدت نيتك في عمل ما؟
2- السمع والطاعة:
قد يخطئ البعض في تعريف السمع والطاعة ظانّين أنها طاعة عمياء لا عقل فيها ولا تفكير، ولكننا نقول أنها طاعة مبصرة تفرق بين الحلال والحرام، بين الحق والباطل، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن تكون الطاعة هنا واجبة في الأمور التي فيها خلاف، سواء كان فقهيا أو فكريا، فلا يمكن أن يصدر القائد أمرا ولا يكون الأفراد ملزمون بتنفيذه، وإلا كيف سينفذ هذا الأمر، فالواجب على الفرد أن يسمع ويطيع في غير معصية، حتى لو كانت نفسه لا ترغب في هذا الأمر، ويجب على القائد أن يتق الله في ما يأمر به، فلا يأمر بمعصية، وليرفق بمن يأمرهم، فلا يأمر بما فوق طاقة الأفراد حتى يستطيعوا تنفيذ هذا الأمر.
3- الشورى:
من المعاني الجميلة الرائعة التي غرسها الإسلام في نفوسنا هي الشورى، ما أجمل أن يشارك جميع الأفراد في اتخاذ القرار، فيجب أن تكون الشورى ملزمة وليست معلمة، حتى تكون لها قيمة، ويجب على كل من يُشار أن يتق الله فيما يشير به ولا يتبع هواه أو مصلحته الشخصية، ولينظر إلى مصلحة دعوته أولا وأخيرا حتى يتحقق الهدف من الشورى.

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

" بحث طلب مني عمله أشرح فيه العمل الجماعي الدعوي وتبيين آدابه وفوائده "
آه منك يا فضحي انت

مازن أسامة يقول...

ايه ده! هو الموضوع كان على مستوى واسع كده

غير معرف يقول...

واسع على قد الكوكو وانت قاريني بقى

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
أنا أول مرة أعرف إنك عامل مدونة يا مازن، ومش عارف أوصفلك أنا فرحان أديه، وياريت تكتب ولو أسبوعيا عشان تشجعنا على زيارة المدونة ومشاركتك
أسأل الله أن يبصرك ويوفقك
أخوك محمد الباشا

مازن أسامة يقول...

يا فندم ده شرف لينا، وعينيا الاتنين ليك

toootyfroooty يقول...

السلام عليكم
الموضوع جميل جدا يامازن
وتسلم ايدك

ابن الاسلام يقول...

ياباشا جزاكم الله خيراً انا استفدت كتير من الموضوع وده لاني برده كان عندي بحث احدى نقاطه عن اداب العمل الجماعي فاخذت منك الثلاث نقاط بس كان مطلوب ادلة قران وحديث وتعبتني قوي نقطة انكار الذات ف الدليل القراني , المهم هما دول بس الاداب وانت اعتمدت على كتاب ايه اوتنصحني بكتاب ايه يكون شامل اكتر في اداب العمل الجماعي ويسعدني التواصل معاك يا مازن