الخميس، أغسطس 14، 2008

في الجنة ألقاك يا حسين
فقدت بالأمس عما وأخا وصديقا ومعلما، بالأمس انتقل إلى رحمة الله تعالى عمي حسين، جاء مرضه وموته في سويعات قليلة، معاني كثيرة وخواطر عديدة مرت على خاطري، بدأ الأمر عندنا علمت أن عمي قد أصيب بإغماء وهو في عمله عصر يوم الثلاثاء، ونقله زملاؤه إلى مستشفى الحميات بالعباسية، ذهبت إلى المستشفى وعندما رأيته أحسست بأن ما حدث في الشتاء الماضي سيتكرر، حيث توفي عمي عبد الله في يناير الماضي بسبب حادث أصيب به في مصر الجديدة، ولكني أخفيت احساسي هذا ودعوت الله أن يشفيه مما فيه، في تمام السابعة صباح الأربعء جاءني خبر وفاته، لم أحمل هما إلا هم جدي اللذي مازالت وفاة ابنه عبد الله حاضرة في ذهنه ولم ينساها، ذهب إليه أحد أصدقائه ليعلمه بالخبر، فضرب جدي أروع مثال في الصبر على المصائب، فلم يقل جدي إلا: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها" وأخذ يكرر ما يقول أكثر من عشر مرات، صلينا عليه في مسجد الكرامة بالمطرية، وراعني ذلك الجمع الذي جاء ليصلي عليه بالرغم من أن الوقت لم يكن وقت صلاة، ثم ذهبنا إلى المقابر لنواريه الثرى، ونزلت إلى المقبرة معه لأودعه وداعا لا لقاء بعده إلى في لجنة بإذن الله، وضعته في المكان الذي كنت أتساءل وأنا أدفن عمي عبد الله من سيكون التالي الذي سيسكن في هذا المكان، لم يأت في بالي وقتها انه سيكون عمي حسين، ربما لصغر سنه، حيث أنه أصغر أعمامي، وربما لوجود العديد في العائلة من أصحاب الأمراض الخطيرة، ولكنه قضاء الله وقدره، "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت"، طوال الوقت في المقبرة وأنا أسمع جدي يردد: "الحمد لله، الحمد لله، اللهم لك الحمد، اللهم أجرني في مصيبتي، السلام عليكم يا حاجة، السلام عليكم يا عبد الله، السلام عليكم يا حسين" جدتي وأعمامي، لا ادري الآن من سيكون الساكن التالي في هذه المقبرة، ربما يكون أنا، ربما يكون غيري، لا أعلم، المهم، ما أعددت أنا لهذه اليوم، هل سأفرح بلقاء ربي، أم أخاف من الموت لعلمي بما اقترفت يداي في حق ربي.
عمي حسين كان هو من علمني الصلاة، أتذكر عندما أوقفني بجانبه ليؤدي حركات الصلاة وأنا بجانبه أقلده، أذكر كل أربعاء عندما يأتي لبيتنا حاملا مجلة ماجد، كان عمي يعلم حبي للقراءة، فكان يهديني العديد من الكتب النافعة كلما يأتي بيتنا، كنت عندما آتي لزيارة جدي كان من الضروري أن أصعد لزيارة عمي حسين أتجاذب معه أطراف الحديث ونتحدث في أمور السياسة، والثقافة، حيث كانت اهتماماتنا متشابهة، عندما كنت أبحث عن كتاب وتنقطع سبلي في ايجاده، كان عمي هو المصدر لوحيد الذي لا ينضب، تعلمت منه الكثير، وكتشفت أنه لم يكن عمي فحسب، ولا صديقي فحسب، ولا أخي فحسب، بل كان أنا، نعم بوفاة عمي فقدت نفسي، أسأل الله العلي القدير أن يتقبله في أعلى عليين وأن يلهم زوجته وابنه عبد الرحمن الصبر والسلوان.

هناك 3 تعليقات:

semsem يقول...

انا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله يا مازن
الله يصبركم جميعا
اختك ف الله سمسم

غير معرف يقول...

البقاء لله يا مازن أنا والله عرفت متأخر ربنا يلهمكم الصبر ويغفر له ويرحمه .

غير معرف يقول...

قرب رمضان أغلق مدن أحقادك واطرق أبواب الرحمة والمودة فارحم القريب وود البعيد وازرع المساحات البيضاء في حناياك وتخلص من المساحات السوداء في داخلك ::: في رمضــــان ::: صافح قلبك ابتسم لذاتك صالح نفسك وأطلق أسر أحزانك وعلّم همومك الطيران بعيدا عنك وكل عام انتم جميعا بخير وإلى الله اقرب وعلى طاعته أدوم وأحرص