الثلاثاء، ديسمبر 23، 2008

واصبر نفسك
كم هي عظيمة آيات القرآن كريم، أسلوب رائع في توجيه وتربية النفس البشرية، تسمع آية فتشعر أنها موجه لك خصيصا، وتحس في قرارة نفسك ان البيان القرآني في هذه الآية موجه لك لا لغيرك، من هذه الآيات العظيمة، الآية الثامنة والعشرون من سورة الكهف "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" لطالما كنت أحب قراءة هذه الآية وتدبر معانيها، لكن تجسدت معاني هذه الآية في ليلة عيد الأضحى الماضي، كنت مع إخواني نقوم بإعداد مصلى العيد، وهي عادة تعودنا عليها في كل عيد، نعلق الزينة ونركب السماعات ونقوم ببسط السجاد على لأرض استعدادا لاستقبال المئات من المصلين لصلاة العيد، بالطبع عندما يكون هناك عمل يتشارك فيه الكثير قد تحدث اختلافات في وجهات النظر او مشاحنات طفيفة قد تؤدي إلى أن يجد أحدهم شيئا في صدره من الآخر، ولكن بفضل الله تنقشع هذه الأحاسيس من الصدور مع بزوغ صباح العيد، قبل الفجر بقليل ذهب الجميع ليستعدوا للصلاة وبقيت في المصلي أحرسه، وبالقرب من المسجد رأيت مجموعة من الشباب يجلسون عند قارعة الطريق يتحدثون ويتسامرون، كعادة معظم الشباب، بالطبع تخللت هذه الجلسة العديد من الألفاظ الخارجة والشتائم البغيضة، أيضا كعادة معظم الشباب، وعندما أذن الفجر رأيت احدهم يدعوهم لكي يصلوا الفجر في المسجد، رأيت صدقا في عيني هذا الشاب لكي يصلي الفجر جماعة في المسجد، ولكن كعادة أصدقاء السوء رفضوا طلبه وقالوا له: "هنصلي بعدين" لا أنسى منظر هذا الشاب وعينيه تراقب المصلين وهم يتوجهون إلى المسجد وهو مبتعد عنه ملتحقا بأصحابه، تجسيد دقيق لكلام الله "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" أحسست بالنعمة التي حباني الله عز وجل بها، ودعوت الله ان يديمها علي حتى أموت، إنها نعمة الصحبة الصالحة، نعمة لا يشعر بحلاوتها إلا من يرى فاقدها، نعمة لو استغنيت بها عن الدنيا وما فيها لكفتني.

هناك تعليقان (2):

toootyfroooty يقول...

بارك الله فيك
واسال الله ان يديمها علينا نعمة
لان فعلا الصحبة الصالحة نعمة جميلة جدا

مازن أسامة يقول...

آمين....
مفيش احسن من صحبة صالحة تعين على دخول الجنة

شكرا على المرور