الأحد، يناير 03، 2010


أنهيت يوما شاقا من العمل، كان يوما متعبا بشكل كبير، واكتملت القصة بأنني لم أجد قرشا في جيبي فاضطررت إلى أن أعود إلى منزلي على أقدامي.
وفي الطريق قابلت رجلا ضريرا، كان يمشي متكئا على عصاته يسترشد بها طريقه ولكنها لم تستطع أن تكون بديلا لعينيه التي فقدهما، فأخذ يتخبط في الأرصفة والمباني، اقتربت منه سائلا: "تحب أوديك فين؟" فقال لي:"أنا عايز أروح الشبراوي" أمسك ذراعي بكفه وأخذت أوصله إلى مقصده، بعد أن أوصلته شكرني، ولكن ما استغربته من هذا الرجل أنه كان يوجه شكره لي وهو ينظر إلي، أعلم أنه لم يكن يرى شيئا ولكن عينيه كانت عميقة المغزى، كأنه كان يقول لي: هذه العين التي تراها لا تراك، فاحمد الله على ما عندك وليس عندي، تركته وأنا متأثر جدا بهذا المشهد، وبعد لحظات وقع نظري على مشهد مما حرم الله أن أنظر إليه، فانتبهت بشدة قائلا: أهكذا تشكر ربك، أهكذا تصون نعمه عليك؟ ساعتها وساعتها فقط علمت الحكمة من غض البصر، فالله قد أمرنا أن نمنع بصرنا عن ما حرمه علينا لكي نستمتع بكل جميل أحله الله، وكأن الله يقول لك: فلتفقد بصرك قليلا امتثالا لأمري لأمتعك به وأحفظه لك طوال حياتك.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ربنا يعينيك يامازن سبحان الله موقف شبيه حصل معايا بس بعدها حست إنى معنديش دم ربنا يوفقك لاتنسنى من دعواتك

مازن أسامة يقول...

جزاك الله خير على المرور، بس ممكن تعرفني بيك؟

غير معرف يقول...

حلوة موقع ويب ، لم أكن قد تأتي عبر بلوق الخاص بك من قبل في عمليات البحث بلدي! حمل على عمل رائع!